7 أكتوبر 2020

قصص ناجيات قهرن سرطان الثدي

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

قصص ناجيات قهرن سرطان الثدي

يعيش الناجون من مرض السرطان حاملين معهم هاجس الخوف من سماع كلمة «عودة المرض» من جديد، فبعد خوض غمار تجربة قاسية قد لا يتحمل المبتلى بهذا المرض خبر عودته مرة أخرى، إلا أن قضاء الله نافذ، ويحتاج معه إلى قوة إرادة واستيعاب ما وراء هذا الامتحان الصعب، وهذا لسبب هو ما دفعنا ذلك إلى استعراض تجارب بعض الناجيات الملهمات اللاتي هاجم البعض منهن المرض أكثر من مرة واستطعن التغلب عليه ليقدمن نموذجاً يحتذى به في قوة الإرادة والتصميم.

سلوى آل رحمة - رئيسة مبادرة سفراء الإيجابية في الوطن العربي

سلوى آل رحمة في تقرير لتلفزيون "النهار" عن مرضها و التحديات التي واجهتها.


لا يمكن أن نتحدث عن مقاومة المرض دون الاستشهاد بنموذج استطاع أن يتحداه 4 مرات دون كلل أو ملل، هي سلوى آل رحمة رئيسة مبادرة سفراء الإيجابية في الوطن العربي والنموذج الرائد للمشاركات في الموسم الأول والثاني من منافسات برنامج ملكة المسؤولية الاجتماعية على مستوى الوطن العربي، والتي علقت قائلة: أعتبر تسامحي مع ذاتي ورغبتي لأن أعيش الحياة دون استسلام وراء قدرتي على مقاومة مرض السرطان والذي هاجم منطقة الغدد الليمفاوية في عمر 17 عاماً، فمنذ أول لحظة رضيت بقضاء الله تعالى واعتبرت ما أنا فيه امتحاناً يجب اجتيازه دون استسلام، وبالفعل استطعت تخطي تلك الفترة وعدت من الخارج بعد رحلة علاج طويلة اعتبرتها جزءاً من الماضي وقررت أن أعيش الحياة بكل تفاصيلها وتزوجت وأنجبت ليعاود ويهاجمني المرض 3 مرات على مدى سنوات متباعدة وفي كل مرة أتذكر المرحلة الأولى كي أستمد منها تلك الطاقة الجبارة التي كانت تعينني على تخطي الأزمات.

المرض ليس معناه الموت فكم من أشخاص أصحاء يغيبهم الموت دون إنذار

وتتابع: لا أنكر كم الإحباط الذي قد يصيب المريض من وراء سماعه لمهاجمة المرض له، فأتذكر عندما أصبت بالسرطان في مكان آخر وكان بمنطقة الثدي ليخبرني الطبيب بوجوب إزالته بالكامل وهو ما رفضته ليس لمجرد الرفض ولكن لاقتناعي التام بأنني أدرى الناس بطبيعة جسمي ووجود طريقة أخرى للعلاج، وبالفعل سافرت للخارج وأخبرت الطبيب المعالج بدوافعي وأقنعته بوجهة نظري وخرجت من العملية بعد إزالة الأنسجة وتعويضها بأخرى من الجسم ذاته كنوع من الترميم والتجميل، مرت تلك المرحلة بسلام ليعاودني المرض للمرة الثالثة ومن ثم الرابعة، وصادف تلك الفترة وفاة زوجي المفاجئ والذي لم يكن يعاني أي ألم أو شكوى جسدية، ليقدم لي أكبر عظة وهي أن المرض ليس معناه الموت فكم من أشخاص أصحاء يغيبهم الموت دون إنذار وكم من حالات هاجمها المرض مرة أخرى تشفى وتعود لممارسة حياتها ودورها من جديد.

عفاف عفيفي 

عفاف عفيفي خلال مشاركتها في عمرة نظمتها جمعية أصدقاء مرضى السرطان

عفاف عفيفي (45 عاماً)، تقول: لا شك أن لمرض السرطان رهبته لارتباطه في الأذهان بأنه المرض الفتاك الذي يلتهم صاحبه دون رحمة، إلا أنني وبعد أن مررت بتلك التجربة أيقنت أنه كأي مرض يحتاج إلى مقاومة وصمود من جانب المريض فهو مرض جبان تردعه شجاعة من يواجهه، فقد اكتشفت بالصدفة وجود كتلة ورم في الثدي الأيسر وعندما راجعت الطبيبة أخبرتني أن الأمر عادي ولا يوجد داع للقلق، وكم أسعدني هذا الخبر وشعرت بأن الدنيا ضحكت في وجهي فقد كنت ولا زلت أنظر له برهبة، وبعد مدة قصيرة شعرت بألم لا يحتمل في الثدي وهو ما جعلني أراجع طبيبة أخرى لأتلقى أكبر صدمة في حياتي وهي وجود كتلة حجمها 10 سنتيمترات في الثدي الأيسر، ورغم مرارة الموقف وصعوبته حاولت تجاوز الأمر خاصة بعد أن لاقيت الدعم من جانب زوجي وأخي، اللذين ساعداني كثيراً واستطعت من خلالهما أن أقف على قدمي مرة أخرى. 
تلقيت العلاجي الكيماوي لمدة 6 أشهر متتالية أجريت خلالها عملية استئصال للثدي كاملاً، وبعد مدة متابعة طويلة جاءت النتائج لتؤكد وجود ورم في الجانب الأيمن.
وتضيف: لا أنكر مدى صعوبة التفكير في خوض التجربة من جديد، إلا أنني قررت الصمود والمواجهة والتغلب على المرض مرة أخرى، فلدي 3 أطفال في حاجة لرعايتي وهو ما جعلني أقاوم حتى آخر نفس، وبعد إجراء مزيد من التحاليل والأشعات تبين أن الورم حميد ولا خطر منه، وكم أسعدني الخبر وتمتعي بنعمة الصحة التي أتت بسبب رضائي بقضاء الله وقدره حلوه ومره.

سارة جابر 

سارة جابر

سارة جابر ناجية من السرطان، تقول: «عودة المرض» مصطلح يخشاه كثير من المرضى الذين أصيبوا بداء وكتب لهم الشفاء ولكن لا راد لقضاء الله وهو ما يفرض علينا تقبل القادم بخيره وشره، فقد أصبت بسرطان القولون واستطعت بالإرادة والعزيمة النجاة من هذا المرض الفتاك وكان أول داعم لي طوال رحلة العلاج هو نفسي والتي قررت أن أكافح من أجلها، تلى ذلك الأصدقاء خاصة من كانوا يعانون من مشاكل مشابهة فأكثر شيء ساعدنا جميعا هو التعامل مع السرطان كونه مرضاً عادياً يحتاج إلى تعديل بعض السلوكيات اليومية من أجل التخلص منه نهائياً فهو لا يعني نهاية العالم كما يظن الكثيرون حتى عودة المرض يجب التعامل معها ببرود أعصاب فهي أيضاً ليست نهاية المطاف، بل بداية لتحد جديد واختبار يجب تجاوزه.

سوسن الماضي -  المديرة العامة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان

الدكتورة سوسن الماضي المديرة العامة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، رئيسة اللجنة الطبية والتوعوية لمسيرة فرسان القافلة الوردية، تقول: السرطان كأي مرض يمكن أن ينتكس صاحبه مرة أخرى ولا يعتبر ذلك نهاية العالم بل هو تحد يجب التصدي له بقوة، فللأسف هناك كثير من الأمور المغلوطة التي ترتبط بمفهوم الصحة والتي يراها البعض خلو جسم الإنسان من المرض، فالمفهوم أعم وأشمل من ذلك بكثير وفق ما تقره منظمة الصحة العالمية، فالجسم السليم هو المعافى من الناحية الجسمانية والنفسية والعقلية والروحانية والاجتماعية، وعندما يخل الإنسان بواحدة من هذه الجوانب ويركز فقط عند إصابته بالمرض بجانب وليكن الجسماني فقط متغافلاً دور الجوانب الأخرى وأهميتها في الشفاء، فمن الممكن أن لا يكتب له النجاح في اجتياز محنته.
وتكمل: تشير الدراسات الحديثة أن مناعة جسم الإنسان تتأثر بحالته النفسية والروحانية وهو ما دعا البعض إلى العلاج بالطاقة كنوع من العلاجات وهو ما دفعنا نحن في جمعية أصدقاء مرضى السرطان بجانب تقديم الخدمات المادية والمعنوية لإقامة رحلات حج وعمرة للمرضى لسد هذا الجانب، كما تعمل أيضاً الحالة الاجتماعية في التأثير في المريض، فإذا لم يجد من يدعمه ويسانده كصديق أو شخص مقرب قد يتسبب هذا أيضاً بتأخر شفائه، وخلاصة القول فإن المريض المنتكس لابد وأن يرضى أولاً بقضاء الله تعالى ثم يعتني بكل هذه الجوانب التي تساعد على الشفاء التام بإذن الله تعالى.

 

مقالات ذات صلة