7 أبريل 2024

سر جمال المرأة.. توازن بين كيمياء الدماغ والرضا عن النفس

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

سر جمال المرأة.. توازن بين كيمياء الدماغ والرضا عن النفس

في عالم مملوء بالتغيّرات الاجتماعية، ازداد إقبال النساء على استخدام مساحيق التجميل، واللجوء إلى عمليات التجميل، واتّباع آخر صيحات الموضة، رغبة في الوصول إلى الجمال الخارجي الذي يمكن أن ينعكس إيجاباً على الثقة بالنفس، والإحساس بالرضا، متناسيات أهمية الجمال الداخلي، وما يمكن أن يضفيه من أنوثة وجمال عليهن.. فما هي المعوّقات التي تمنع المرأة من الشعور بالرضا عن شكلها؟ وكيف يمكن أن تتخطاها؟

تقول الاستشاري التربوي واستشاري جودة الحياة، الدكتورة جليلة حمود الحمدان، إن للجمال أسرار، وجميع الدراسات تؤكد أن الجمال الحقيقي (الداخلي والخارجي) ينبع من كيمياء الدماغ التي يمكن الوصول إليها من خلال الصحة المتوازنة، والقدرة على إدارة المشاعر، وما يحدث للجسم من استسلام عند الفرح، والحزن، والألم، والفقد هو خارج عن إرادته، وهو التفسير الحقيقي للكيمياء الحيوية.

سر جمال المرأة.. توازن بين كيمياء الدماغ والرضا عن النفس

تشرح د. جليلة معنى المشاعر «هي الإشارات الكهرومغناطيسية التي تؤثر في كيمياء وكهرباء كل خلية من خلايا الجسم، التي تنتقل عبر النواقل والمواد الكيميائية العصبية، وتصعب محاربتها، أو حتى التظاهر بعدم وجودها»، وهو ما أثبتته الدراسة التي أجرتها الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين التي أوضحت أن «كل إحساس يمرّ به الإنسان في هذه الحياة يؤثر في صحته العضوية والنفسية»، وأبرز المشاعر التي ركزت عليها الدراسة مشاعر «الكره»، لتأثيرها الكبير في كيمياء الدماغ، مسبّبة الكثير من الأمراض، منها ما هو مرتبط بالجهاز العصبي.

ومن أبرزها ما يعرف بمتلازمة الأمعاء المتسربة «القولون العصبي»، نتيجة ازدياد القلق والتوتر الذي يحد من إفراز هرمون الدوبامين السيروتونين، وزيادة إفراز هرمون النورادرينالين التي من أبرز أعراضها «جفاف الريق، رعشة، تسارع ضربات القلب، تقلّصات المعدة، الأكزيما، صداع، الآم المفاصل» والتي تبدأ معها أعراض الإجهاد التي تبدو على الوجه بشكل كبير، وبالتالي تؤثر في جمالنا الخارجي.

سر جمال المرأة.. توازن بين كيمياء الدماغ والرضا عن النفس

عاملان يسيطران على كيمياء دماغ المرأة

توضح د. جليلة «هناك عاملان مهمّان يسيطران على كيمياء دماغ وجمال المرأة، بخاصة وأنها تمرّ على مدار اليوم بعجلة من المشاعر المتغيرة التي تفقدها القدرة على التعبير عنها، أو التعامل معها، وبالتالي تؤثر في حياتها الاجتماعية، هما:

  • التوازن الهرموني: اضطرابات الهرمونات التي تؤثر فيها، نفسياً وجسدياً، حيث تزداد نسبة التوتر، وتتأثر البشرة نتيجة انخفاض هرمون الإستروجين «هرمون الأنوثة»، وتقلّ نسبة الكولاجين مسببة جفافاً للبشرة وظهوراً للتجاعيد في سنّ مبكرة، بسبب ارتفاع هرمون التستوستيرون «هرمون الذكورة»، الذي تنتج عنه زيادة حبوب الوجه، ونمو شعر الوجه.
  • جودة الحياة اليومية: تغيير مؤشرات الحياة اليومية يعتمد على جودة الممارسات اليومية الناتجة عن تفاصيل الحياة، والتحدّيات التي تواجهها المرأة، لذلك يصبح من المهم التدرب على إجادة إدارة المواقف العصبية بمنظور جديد، لتقليل المشاعر السلبية من خلال اكتساب مهارات التعامل مع التوتر، والصبر، والتسامح، والتفكير بإيجابية، والتعامل مع المواقف بأسلوب أكثر مرونة، والتركيز على الحاضر.

سر جمال المرأة.. توازن بين كيمياء الدماغ والرضا عن النفس

وتشير الحمدان إلى أهمية جودة الحياة الاجتماعية والإحساس بالسعادة والرضا «الشعور بالصحة البدنية والنفسية والمادية من أهم أسباب الجمال، والتوازن الدماغي، والأهم دائرة العلاقات الاجتماعية عند المرأة لتنعم بالجمال والرضا، فالاستقرار النفسي والأسري يساعدها على ممارسة الرياضة بانتظام، والتمتع بقسط كافٍ من النوم، والتغذية الصحية، وممارسة الامتنان لكل ما تملك».

وتلفت د. جليلة إلى حالة عدم الرضا التي تتملك بعض النساء «كل امرأة تستحق أن تكون جميلة، لذلك عليها ألا تكون قاسية على نفسها، وأن تبتعد عن انتقادها، ولا تربط الجمال بمعايير المظهر الخارجي، كما يسوّق لها في الإعلانات، فجميعنا يتفق على أن المظهر الخارجي واللبس شيء مهم، لكن الآخرون يروننا أجمل مما نرى أنفسنا، حيث أكدت إحدى الدراسات الحديثة أنه غالباً ما يرى الآخرون المرأة أجمل مما ترى هي نفسها، لكونها بالعادة تشير إلى عيوب شكلها عند الوصف أكثر من مواطن الجمال.

فعندما طلب القائمون على الدراسة من أحد الرسامين رسم عدد من النساء كما يرينَ ويصِفن أنفسهن من دون أن يراهنّ، ومن ثم طُلب من شخص آخر أن يصفهن للرسام ليرسمهنّ بناء على وصفه، كانت الصدمة عند مقارنة الصورتين، ووُجد أن الصور التي رُسمت بناء على وصف المرأة لنفسها احتوت على تجاعيد، وخدود مكتنزة، ودوائر سوداء حول العينين، بينما أظهرت اللوحات المرسومة بناء على وصف الشخص الغريب المرأة بشكل ألطف، وأكثر جمالاً، وكان وصف الشخص الغريب أقرب إلى شكل المرأة الحقيقي».

سر جمال المرأة.. توازن بين كيمياء الدماغ والرضا عن النفس

تنصح د. جليلة «في عالم مملوء بالتحديات والضغوطات، يكون الاهتمام بالنفس وبناء الثقة بها أمراً أساسياً، لتحقيق النجاح والسعادة، فالمرأة الجميلة هي التي تعرف قيمته، وتثق بقدراتها، وتحافظ على هدوئها الداخلي واستقرارها النفسي في مواجهة التحديات. لذا عليها أن تعتني بنفسها، وتعمل على تطويرها بشكل مستمر، لتكون أكثر جاذبية وإيجابية في الحياة، فتحسين الطريقة التي ترى بها نفسها ينعكس على الطريقة التي يراها بها الآخرون، وتساعدها على بناء علاقات إيجابية ناجحة مع الآخرين».

 

مقالات ذات صلة