31 مارس 2020

3 حقائق مثيرة عن الذاكرة

رئيس قسم المحتوى الإلكتروني في مجلة كل الأسرة

رئيس قسم المحتوى الإلكتروني في مجلة كل الأسرة

3 حقائق مثيرة عن الذاكرة

مَنْ أطلق الماضي عليّ كأخطبوط حول روحي التائهة

الذكريات الجميلة هي أغلى ما نملك، كلما تمكن منا الحنين نسافر بغمضة عين إلى ابتسامة الجدة في صباح مشمس، أو اجتماع العائلة في ليلة صيف هادئة فنبتسم كأننا ما زلنا هناك، نعيش اللحظة ونتذوق الوجبة، هكذا يشفينا الماضي من قسوة الحاضر.

لكن تصبح الذكريات قيودًا حول أعناقنا إذا ارتبطت بألمٍ أبى أن يتركنا أو خسارة أقوى من النسيان، كيف نتحرر من آلامها؟ كيف ننتقي منها ما يسعدنا ونمحي بإرادتنا ما لا نريد تذكره؟
هل يمكننا التحكم في الذاكرة؟

بحثنا فوجدنا هذه الحقائق المثيرة عن الذاكرة

يمكننا التحكم في الذاكرة العاطفية

يمكننا التحكم في الذاكرة العاطفية

الذاكرة لا تخزن فقط المعلومات أو الحقائق وإنما أيضاً المشاعر، هذه المشاعر تتحكم فيها وسائط كيميائية (كيمياء المخ) إذا استطعنا تغيير كيمياء المخ تتغير المشاعر، يرى أستاذ علم النفس الإكلينيكي في جامعة أوهايو؛ جوزيف كارفر، أن الأفكار يمكنها تغيير هذه الوسائط الكيميائية والتحكم فيها، فنحن نشعر بما نفكر فيه والأفكار الإيجابية تخلق المشاعر الإيجابية، فالدماغ البشري يعمل كجهاز الحاسوب ويمتلك قاعدة بيانات ضخمة جدًا تحوي مليارات الملفات (الذكريات)، حين نلتقي شخصًا نعرفه يسحب الدماغ ملف هذا الشخص من الذاكرة و يعرضه لنا. في البداية يعرض لنا المعلومات ثم وخلال 90 ثانية يسترجع الدماغ مشاعرنا تجاه هذا الشخص فيتغير مزاجنا وفقًا لخبرتنا السابقة معه والدماغ دقيق جدًا في هذه العملية بحيث يسمح بمرور شعور واحد فقط وهذا يمكن أن يساعدنا على التحكم في المشاعر السلبية واستبدالها بمشاعر إيجابية وحين يجهز علينا ماض أليم بذكرياته السلبية يمكننا فورًا طرده وصرف انتباه الدماغ بصور إجازة سعيدة أو الاستماع إلى أغنية مرحة.

 ويؤكد الدكتور "كارفر" أن الدماغ لا يميز بين الواقع والخيال وبالتالي يمكننا بناء ملفاتنا الخاصة عندما يكون الواقع مريرًا أو الماضي أليمًا بل و يمكننا أيضاً تدمير ملفات قديمة بالكامل باستخدام هذا "التكنيك":
في كل مرة يسحب فيها الدماغ ملفًا لذاكرة عاطفية مؤلمة، علينا أن نضيف لها شيئًا إيجابيًا مثل تعليق طريف أو نكتة، تلقائيًا سيعيد الدماغ تخزين هذه الذكرى بعاطفة جديدة.

ليس كل ما نتذكره حقيقيًا

ليس كل ما نتذكره حقيقيًا

الذاكرة البشرية أكثر تعقيدًا مما تعتقدين، ولا يمكن الاعتماد عليها، فعندما نستعيد قصة أو تجربة مررنا بها بدون أن نشعر، تتغير الحقائق والتفاصيل عبر السنوات وتختلف باختلاف المستمع والظروف.
وكان أول من اكتشف التغير الانتقائي للذاكرة هو عالم النفس البريطاني فريدريك بارتليت وأشار إليها في نظريته "المخطط" التي تؤكد أن الإنسان بلا وعي يقوم بتخزين وتنظيم وإعادة ترتيب الحقائق وتنقيتها من المعلومات المملة وفقًا لخبرته الشخصية ومزاجه.

الإنترنت أثر سلبًا في الذاكرة

الإنترنت أثر سلبًا في الذاكرة

أكدت البحوث الحديثة أن ذاكرة الإنسان تكيفت مع التكنولوجيا الحديثة وأصبح الإنترنت هو ذاكرتنا الخارجية، فبدلاً من محاولة تذكر معلومة أو حدث ما كل ما علينا هو نقر محرك البحث لتفتح لنا عوالم من المعلومات والدراسات، لكن بقدر الأهمية يكمن الضرر.

وقد لاحظ الكاتب الأمريكي الشهير نيكولاس كار هذا التأثير السلبي لشبكة الإنترنت في الذاكرة فكتب مقاله الشهير "هل يجعلنا "جوجل" أغبياء؟" ثم قرر التوغل في البحث والكتابة ونشر كتابه "المياه الضحلة" وفيه يشرح تأثير شبكة الإنترنت على استيعاب المعلومات وتذكرها ويرى "كار" أن شبكة الإنترنت سهلت الوصول إلى معلومات وأبحاث لم تكن متاحة لنا في الماضي لكننا دفعنا الثمن باهظًا من تركيزنا وذاكرتنا وقدراتنا الإبداعية.

في النهاية بيدك الاختيار هل ستهزمك الذكريات المؤلمة أم ستنتصرين عليها وتعيدين ترتيبها كما أوصانا محمود درويش حين قال "الذاكرة أيضًا في حاجة إلى من يرتب فوضاها"

هل مررت بتجربة مريرة لا يمكنك نسيانها؟

 

مقالات ذات صلة