7 أكتوبر 2020

حلول لإنقاذ الأمهات من الضغوط النفسية للتعليم عن بعد

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

حلول لإنقاذ الأمهات من الضغوط النفسية للتعليم عن بعد

لم يعد مشهد الأمهات الأليفات الهادئات في المنزل مشهداً شائعاً بعد أن بدأ نظام «التعليم عن بعد» يترك تداعياته على أعصاب الأمهات اللواتي بتن أسيرات الضغط اليومي لمتابعة أبنائهن والإشراف على أدائهم الدراسي ومدى استيعابهم للدروس «عن بعد»، ناهيك عن التزامات المذاكرة ومتابعة إرسال الواجبات عبر العمل على أكثر من خاصية وتوفير المستلزمات الدراسية لبعض الأنشطة الترفيهية (في مراحل الروضة).

via GIPHY

من خلال الاستشارات التي تردها، تلمست همسة يونس، مستشارة تربوية ومرشدة أسرية واجتماعية، حالة التوتر العالية التي تعيشها الأمهات مع أبنائهن في عملية التعلم عن بعد في مختلف المراحل الدراسية وعلى الأخص مرحلة رياض الأطفال والمرحلة التأسيسية.

تروي يونس «إحدى الأمهات تشعر بأنها تتحول إلى وحش أثناء عملية التعلم عن بعد مع ثلاثة أطفال، فهم ينتهزون فرصة انشغالها عنهم ولو لدقائق ليغادروا شاشات الحاسوب الآلي أثناء الحصة ويسترقوا لحظات من اللعب، وما إن تراهم يلعبون غير مبالين بالحصة الإلكترونية تصاب بالجنون وتبدأ بالصراخ طالبةً منهم الالتزام بمتابعة الحصص والانتباه للدروس».

وتضيف«أمهات أخريات يعانين ضغوط متابعة الواجبات المطلوبة من أبنائهن إضافةً لعبء المذاكرة اليومية، في وقت تضطر إحداهن إلى اصطحاب طفلتها معها إلى مقر عملها لتتمكن من متابعة الحصص معها إذ إن طفلتها لا تلتزم بالحضور والانتباه في غيابها، مما يشكل عبئاً كبيراً عليها ما بين التزامات العمل ومتابعة الحصص معها، وهذا يجعلها في حالة غليان مستمرة فتمارس الصراخ والضرب تحت وطأة هذا الضغط النفسي».

تلفت يونس إلى «أن الغضب والتوتر لا يساعدان الأم وطفلها مطلقاً، بل يشكلان عائقاً كبيراً يعطل استيعابه وتركيزه ويخفض دافعيته للتعلم، إلى جانب اضطرار الأم لاستخدام العنف اللفظي والجسدي»، مشددة على افتقار عملية التعلم عن بعد لوجود رابط البيئة الصفية الحقيقية وما يتعلق بها من وسائط ومصادر تعليمية جذابة لالتزام الطالب بالحصة الدراسية والتفاعل معها.

تحاول الأم القفز على توترها عبر إتاحة الفرصة أمام طفليها لركوب الدراجة أو السباحة من باب انخراطهما في المذاكرة بنفس جديد، وتورد بعفوية «نبدأ «الخناقات» والتسميع ومراجعة الواجبات و بالرغم أنهما بالمرحلة الدراسية نفسها، إلا أنه يجب أن أجلس مع كل منهما على حدة وشرح الدرس تبعاً لمعلم الصف».

كيف ننقذ الأمهات من الضغوط النفسية للتعليم عن بعد ؟

  • تقدم المستشارة التربوية همسة يونس للإمهات بعض الحلول الإيجابية لإبعاد التوتر:
  • ضرورة الحفاظ على سلامة أبنائنا وصحتهم الجسدية والنفسية، لذلك حاولي أن تكوني أكثر مرونةً.
  • الصراخ والغضب والضرب لن تدفع طفلك ليكون أكثر تعاوناً.
  • طفلك لديه طاقة حركية. لذلك، ستحتاجين لتقبل رغبته في الحركة أثناء التعلم عن بعد، وتدريبه على تقنين هذه الحركة تدريجياً.
  • الصراخ يستهلك طاقتك لا أكثر، وطفلك قد ينصاع لصراخك لكنه سرعان ما يتهرب منك.
  • استثمري هذه التجربة لتدريب طفلك على الاستقلال التدريجي في الدراسة من عمر 8 سنوات.
  • توقفي عن الاستماع إلى التعليقات السلبية من حولك، ما سيساعدك على تغيير مشاعرك تجاه هذه العملية واستثمارها إيجابياً.
  • وازني بين المرونة والحزم في تعاملك مع طفلك أو ابنك المراهق لتعزيز شعوره بالمسؤولية دون التسبب بنفوره من «التعلم عن بعد».
  • كتساب مهارات إدارة الضغوط وإدارة الغضب لمساعدتك على التعامل الإيجابي مع تراكم المسؤوليات وزيادة التوتر.
  • مراعاة مشاعر طفلك ما بين أربع إلى تسع سنوات حين يتذمر وتحفيزه بعبارات تشجيعية «أنت بطل ورائع، بإمكانك أن تلعب خلال الاستراحة».
  • شجعي ابنك على عمل تغييرات بسيطة ومستمرة في مكان الدراسة، كتعليق اللوحات التي يرسمها أو البطاقات التحفيزية وجدول الحصص.
  • حصولك وابنك على مقدار كاف من النوم، ليتمكن من التركيز خلال الحصص ولتجنب وقوعك في فخ التوتر والعصبية.
  • الحرص على تناول ابنك وجبة الفطور قبل البدء بعملية التعلم عن بعد.
  • تفهمي مزاجية طفلك في بعض الأحيان تجاه عملية التعلم عن بعد، ودربيه بمرونة وحزم على تقبل المرحلة والالتزام.

 

مقالات ذات صلة