ناقد ومؤرخ سينمائي
ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف
أوّل فيلم ينال الأوسكار عن كل الترشيحات التي تقدم إليها: أفضل فيلم، أفضل مخرج (فرانك كابرا)، أفضل ممثل رجالي (كلارك غايبل)، أفضل ممثلة (كلوديت كولبرت)، أفضل سيناريو مقتبس (روبرت رسكِن).
كاتب السيناريو، روبرت رسكِن، اقتبس العمل عن قصة نشرت في مجلة «كوزموبوليتن» النسائية، حول ابنة أحد كبار الأثرياء (كولبرت)، الهاربة ليلاً من الإقامة الجبرية التي فرضها والدها عليها فوق يخته، تسبح بملابسها كاملة إلى الشاطئ، وتستقل حافلة ليلية متجهة إلى نيويورك. في الأوتوبيس ذاته، تلتقي الصحفي بيتر (غايبل)، المتجه بدوره إلى نيويورك بحثاً عن عمل، اللقاء عاصف في البداية، لكن مع الوقت تتبدل المشاعر فتصبح أكثر تفهماً ورقّة. المشكلة في البداية هي أن بيتر اشترط أن يفوز بنشر حكايتها مقابل مساعدتها على الوصول إلى نيويورك.
الفيلم، حواراً وصورة، وضع أسساً جديدة للكوميديا الأمريكية (المعروفة بـ Scrawball Comedies). منذ ذلك الحين والمخرج كابرا أدار ممثليه على نحو صار تقليدياً فيما بعد، وهو الاستفادة من تناقض كل من الشخصيتين (في كل شيء)، ثم المضي قدماً لتذليل هذا التناقض، صوب تأسيس للرومانسية.
لكن الأهم من ذلك، هو أن الفيلم يطرق باب التفاوت الطبقي من دون خطب (مجرد بضع حوارات تعكس ذلك)، ويوحي ببعض الاهتمامات الجنسية بينهما، ويثير الضحك من منوال هذه العلاقة التي يرفض كل منهما الاعتراف بقوّة الجذب القائمة.
بعد انتهاء التصوير قالت كولبرت لبعض أصدقائها (انتهيت من أسوأ فيلم في العالم)، وحسب صحف ذلك الحين، لم يكن كلارك غايبل سعيداً بهذه التجربة، بدوره. لكن النتائج كانت مفاجئة: النقاد والجمهور أحبّوه، على حد سواء. وبينما فاز بخمسة أوسكارات، ازداد عدد ركاب الحافلات العامّة بنسبة 20 في المئة. من ناحيتها، أعلنت شركات صنع القمصان الداخلية (فانيلات) انخفاض مبيعاتها بسبب المشهد الذي يخلع فيه غايبل قميصه الخارجي كاشفاً- مباشرة- عن صدره.
