24 يناير 2023

حوار خاص مع كلير شوان.. المديرة الإبداعية لدار "بوشرون" للمجوهرات

محررة الموضة والجمال

محررة الموضة والجمال

حوار خاص مع كلير شوان.. المديرة الإبداعية لدار «بوشرون» للمجوهرات
كلير شوان

منذ نشأت دار بوشرون عام 1858 وهي تتطور وتواكب العصر ببراعة على مدار أربعة أجيال من الأبناء والأحفاد، دار المجوهرات العريقة التي أسسها فريدريك بوشرون، الذي كان واحداً من أعظم الصاغة المعاصرين الذين افتتحوا متاجرهم في ساحة فاندوم، لتكون تجسيداً للامتياز في عالم المجوهرات.. كان لنا هذا الحوار الحصري مع كلير شوان، المديرة الابداعية، لتحدّثنا عن رحلتها وعن أحدث وأهم مجوهرات الدار.

حوار خاص مع كلير شوان.. المديرة الإبداعية لدار «بوشرون» للمجوهرات

كيف اخترتِ العمل في عالم المجوهرات؟

عندما كنت أصغر سناً وأبحث عن طريقي في الحياة المهنية، كنت أعرف أنني أرغب في الحصول على وظيفة إبداعية، ولكن ليس فقط في إطار الإبداع من أجل الإبداع. فعلى سبيل المثال، لم أرَ نفسي فنانة لأنني أيضاً واقعية في تفكيري. وأذكر أنني قابلت صائغاً في ذلك الوقت عندما كنت لا أزال أفكر في مهنة أختارها لمستقبلي، وحتى بعد سنوات عديدة من عملي في قطاع المجوهرات، ما زلت أتذكّر بوضوح، مدى شغفه بوظيفته عندما كان يتحدث عنها! وبفضله، فهمت الجانب التقني والمعقّد لمهنة الصائغ، وبدا الأمر مثيراً للغاية بالنسبة لي. جعلني هذا اللقاء أقرر العمل في هذا المجال.

حوار خاص مع كلير شوان.. المديرة الإبداعية لدار «بوشرون» للمجوهرات

ما أكثر ما يجذبكِ إلى عالم المجوهرات؟

حين تناولت المجوهرات لأول مرة من وجهة نظر تقنية، وهذا الجانب لا يزال يسحرني حتى اليوم، من حيث التفاني، والوقت الذي يمكن لصائغي المجوهرات أن يستغرقوه في صنع قطعة واحدة في بعض الأحيان، سعياً إلى تحقيق التميز (وأحياناً آلاف الساعات!). ففي المجوهرات الراقية على سبيل المثال، عند العمل على قطع فريدة، عليك إعادة ابتكار كل شيء في كل مرة، وأنا أجد الجزء التقني من هذه الوظيفة مميزاً بالفعل. ولم تأتني الرغبة في الانتقال إلى الجانب الآخر من الإبداع إلا في نهاية دراستي، حيث جذبني في البداية الجانب التقني في صناعة المجوهرات أكثر من أي شيء آخر.

حوار خاص مع كلير شوان.. المديرة الإبداعية لدار «بوشرون» للمجوهرات

ما الذي يُلهمك عند إنشاء مجموعة جديدة أو قطعة جديدة؟

عملي مرئي بشكل أساسي، ويمكن أن يكون مصدر الإلهام رحلة ما، أو فيلماً، أو صوراً أو أشياء كثيرة مختلفة، فالمهم هو أن تُبقي عينيك مفتوحتين على العالم لتلمح ذلك الإلهام. أنا شخصياً أحب الطبيعة، وأقضّـي كثيراً من الوقت في البرتغال محاطة بالطبيعة، وأعتقد أنني في تلك الأوقات تحديداً أكون أكثر إبداعاً واستلهاماً. عندما أكون هناك، تخطر ببالي الأفكار بسهولة، وعندما أسافر أجد أنني أكون في قمة إبداعي. لهذا السبب أنظّم مع فريقي «رحلة ملهمة» كل عام، قبيل تصميم مجموعة جديدة!

حوار خاص مع كلير شوان.. المديرة الإبداعية لدار «بوشرون» للمجوهرات

كيف تؤثر فلسفة الدار في كل تصميم؟

من المهم بالنسبة لي أن أشيد بتاريخ الدار، وأن أبقى وفية لنهج فريدريك بوشرون. وعندما بدأت العمل لدى بوشرون، أمضيت كثيراً من الوقت في مراجعة الأرشيف بأكمله، حتى أتمكّن من فهم فلسفة الدار تماماً، وما أذهلني هو الغنى. فلفرط التنوع، لاحظت أنه لم يكن لدى الدار رغبة في تجميع المحفوظات ضمن فئات جمالية أو نمطية مختلفة. وسرعان ما أدركت أن فلسفة بوشرون تقوم على حرية الإبداع من حيث التقنيات والمواد والمواضيع، من أجل منح المرأة حرية في كيفية التزيّن بالمجوهرات. وكان فريدريك بوشرون أول من استخدم الكريستال الصخري ومزجه بالماس، وتلك كانت تعد جرأة في عصره. واليوم، نكرس هذا الإرث من الابتكار والجرأة، من خلال الحفاظ على تلك الحرية في الإبداع. أنا حريصة على تصميم أشكال جديدة من المجوهرات من خلال ابتكار أساليب جريئة لوضعها، وإدخال مواد غير عادية في صنعها. إنها أشبه بمهمة بالنسبة لي.

حوار خاص مع كلير شوان.. المديرة الإبداعية لدار «بوشرون» للمجوهرات

ما الذي يميز «بوشرون» عن غيرها من أسماء المجوهرات الشهيرة؟

بالنسبة لي، المجوهرات الراقية هي في خدمة العاطفة والشعر، ومن واجبنا أن نعيد التفكير في مفهوم الثمين. وبالنسبة إلى بوشرون، فاستخدام الماس والأحجار الكريمة أمر سهل إلى حد ما، وهو إلزامي تماماً، إلا أن العثور على طريقة لإثارة المشاعر يعد أكثر صعوبة. وأعتقد أن المجوهرات الراقية هي قصة حب بين شخص وقطعة واحدة. وإذا فهم شخص ما الرسالة والإبداع الكامنين وراءها، فسوف يقع في حب هذا النوع من القطع. وأنا على قناعة بأن عميلاتنا لديهنّ جاذبية حقيقية لهذا الشعر، وأنهن يستشعرن الرسائل التي ننقلها إليهن.

دائماً أبدأ من حلم، وما يلهمني ويسحرني هو حرية الوسائل المستخدمة لتحقيقه

ما هو الأسلوب الذي تتبعينه في العمل؟

أسلوبي يتمحور حول أكبر قدر ممكن من الحرية في ما يتعلق بالإبداع والمواضيع التي نختارها والحلم. أنا دائماً أبدأ من حلم، وما يلهمني ويسحرني هو حرية الوسائل المستخدمة لتحقيق هذا الحلم. وفي بعض الأحيان، يمكن تحقيق الحلم بواسطة الأحجار الكريمة أو التقنيات البسيطة، وفي هذه الحالة، فنحن لن نعيد اختراعها. ومع ذلك نتيح لأنفسنا إمكانية الاختبار والتجربة باستخدام مواد أو تقنيات جديدة غير متوقعة وغير مسبوقة في عالم المجوهرات الراقية، طالما أنها تسمح لنا بالتعبير عن هذا الحلم الإبداعي. وأضيف كذلك، أن كل هذا هو بمثابة استمرار لنهج الدار.

حوار خاص مع كلير شوان.. المديرة الإبداعية لدار «بوشرون» للمجوهرات

ما هي قواعد ارتداء المجوهرات الراقية؟

نحن نصنع مجوهرات راقية للتزيّن بها في الحياة اليومية كتوقيع شخصي للأناقة والأسلوب، ما يعني أن الأشخاص غير مقيّدين عند وضع تلك القطع. وهذا هو السبب في أننا عندما نعمل على الرسومات مع فريقي الإبداعي، فإننا لا نقوم بالرسومات التقليدية، لأننا نفضّل رسم الجواهر على صورة امرأة أو رجل لتصوير القطعة التي تم وضعها بشكل أفضل، وتخيل المظهر، والتفكير في الملابس متعددة الخيارات.. وإنه لمن دواعي سروري دائماً، تجربة المجموعة مع إيلين عندما تبدأ القطعة في الاكتمال. ومعاً نجرب كل قطعة للتحقق من مستوى الراحة، والملاءمة، وما إذا كانت القطعة مريحة عند التزيّن بها. وبشكل عام، نبدأ في هذه الأوقات تخيّل أي نوع من الملابس قد تتناسب معها. نجرب المجوهرات بشكل شخصي؛ لأنها يجب أن تبقى نابضة بالحياة. ولا يمكنك تصور ذلك على العارضة، لذا فإن أفضل طريقة هي وضعها بنفسك.

حوار خاص مع كلير شوان.. المديرة الإبداعية لدار «بوشرون» للمجوهرات

حدّثينا عن مجموعة Serpent Bohème Solarité؟

هي ترجمة جديدة لرموز مجموعة Serpent Bohème، مثل الرأس بشكل قطرة مرصعة بالماس، والنمط الشبكي بشكل قرص العسل، والذهب المنقوش، وذلك لتقديم هوية أكثر إشراقاً. ومن خلال تنويع أشكال قطرات الماس، وتغيير معدّل انعكاس الأشعة بفضل حبات الذهب، تزداد المجموعة الجديدة جرأة وحجماً في ابتكارها للقطع البارزة.

السيدة العربية جريئة في ارتداء المجوهرات

كيف ترين علاقة المرأة الخليجية تحديداً بالمجوهرات؟

لقد أتيحت لي الفرصة لمقابلة بعض العميلات من العالم العربي، وكانت دائماً لقاءات رائعة. اكتشفت أن النساء اللواتي يعشقن المجوهرات بصدق، ومن ضمنها قطع المجوهرات الراقية، يتزيّن بها كما تستحق أن تظهر. لديهن أيضاً الجرأة على ارتداء القطع التي يمكن أن تكون ضخمة في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، تفضل النساء العربيات مجموعة Serpent Bohème، وخاصة القطع الكبيرة. في أماكن أخرى من العالم، تحتل مجموعة Quatre من بوشرون، واجهة الاهتمام لأنها تشكّل ما يصل إلى 50% من مبيعات الدار. وأودّ أن أقول إن لديهن تقريباً إحساساً فطرياً بكيفية التزين بالمجوهرات وربطها بأساليبهن.

وعند التحدث إليهن، يمكنك حقاً أن تشعري بهذا الحب للمجوهرات، وبصفتي مديرة إبداعية، فمن دواعي سروري دائماً أن أصنعها لهنّ.

حوار خاص مع كلير شوان.. المديرة الإبداعية لدار «بوشرون» للمجوهرات

ما هي برأيك أهمية المجوهرات بالنسبة للمرأة؟

تماماً مثل الأزياء، أعتقد أن المجوهرات هي وسيلة للتعبير عن شخصيتك وذوقك وأسلوبك. وهذا هو السبب في أن اختيار المرأة للمجوهرات وطريقة تزيّنها بها، يوضحان الكثير عن شخصيتها. وعلى المستوى الشخصي، وعلى نطاق أوسع في بوشرون، نحب ارتداء المجوهرات. ومن المحزن فعلاً أن تتخيل قطعة من المجوهرات يمكن شراؤها وارتداؤها مرة واحدة، لتوضع بعد ذلك في الخزنة. ذلك أن المجوهرات صنعت ليتم ارتداؤها على أساس يومي، باعتبارها الإكسسوار المطلق للأناقة والتعبير عن الشخصية، لذلك فإننا نحرص على التأكد من أن المجوهرات يمكن ارتداؤها وأن يتم ارتداؤها قدر الإمكان، ليس فقط في المساء في الحفلات والمناسبات، ولكن أيضاً في الحياة اليومية. كما أعتقد أن المجوهرات المثالية هي تلك التي تندمج بشكل طبيعي مع الأسلوب وإبراز شخصية صاحبتها.

المجوهرات صالحة لكل زمان ويمكن ارتداؤها طوال العام

ما هي أحدث الاتجاهات لعام 2023؟

في الواقع، أنا لا أتابع اتجاهات الموضة كثيراً. فبالنسبة لي شخصياً، المجوهرات صالحة لكل زمان ويمكن ارتداؤها طوال العام، مهما كان الموسم، ولفترة طويلة جداً. نحن نتلاعب بالإبداع بطرق مختلفة في بوشرون للتأكد من أننا لا نفرض أسلوباً معيناً؛ بل نقترح مجموعة واسعة من الاحتمالات لعملائنا. فلا تترددي؛ بل اتبعي غريزتك، وذلك الحب من النظرة الأولى لقطعة المجوهرات.

 

مقالات ذات صلة