25 نوفمبر 2024

قررت تشويه وجه حبيبها حتى لا يرتبط بغيرها

قصة حب غريبة في كل تفاصيلها من البداية للنهاية، بطلة القصة أُعجبت بزميل لها في العمل، كان محط ارتياح للجميع نظراً لدماثة أخلاقه وعذوبة لسانه مع الجميع، إلا أنها لم تكن لتكتفي فقط بعلاقة الزمالة، عندما شاهدته لأول مرة شعرت أن الدنيا ابتسمت لها، قررت أن يكون فتى أحلامها الذي طالما انتظرته، وعندما فشل مخطط الارتباط به هددته، كان قرارها النهائي إما الارتباط بها أو البقاء عازباً طيلة حياته، وعندما رفض الشاب هذا التهديد كانت نهايته حزينة جداً.

من الحب ما قتل

عبارة قديمة، ولكنها فعلاً واقعية جداً، بطلة القصة فتاة في منتصف العقد الثاني من عمرها دمرت حياتها من أجل الحب، أعجبت بزميلها في العمل، حاولت أن تلفت انتباهه بشتى الطرق، اقتربت منه بشكل كبير، نجحت في ما عزمت عليه، جذبته إليها برقتها وشدة جمالها ووجهها البشوش، نجح مُخططها في إثارة أعجاب الشاب الوسيم، فتعددت بينهما اللقاءات، خفق قلب كل منهما للآخر، مرت عدة أشهر وقصة الحب بينهما تنمو يوماً بعد الآخر، لدرجة أن قصة حبهما أصبحت حديث الزملاء بالعمل، ما دفعهما لتتويج قصة حبهما بالارتباط الرسمي.

فوارق اجتماعية.. ورفض مفاجئ

صارح الشاب أسرته برغبته في الارتباط بمن اختارها قلبه، لكن المفاجأة غير المتوقعة أن أسرته رفضت هذه الخطبة نظراً لبعد المسافات الاجتماعية بين الطرفين والفوارق العائلية، حاول العريس الشاب بشتى الطرق إقناع أسرته بحبيبته لكن دون جدوى، عندما علمت حبيبته بتفاصيل ما دار في أروقة العائلة لم تحتمل رفض أسرة حبيبها لها، ساءت حالتها النفسية، لم تحتمل أن ترى كل صباح حب عمرها أمامها في العمل دون أن تقترب منه أو تتحدث إليه مثلما كان يحدث.

على الجانب الآخر كان الشاب يحاول بكل قوته مع أسرته على أمل أن يثنيهم عن هذا القرار، لكن كل محاولاته كانت ضرباً من الخيال وشيئاً من العبث الذي لا طائل منه، كان قرار الأسرة بمثابة حكم المحكمة النهائي الذي لا نقض فيه ولا استئناف، وكان يمثل للفتاة الجميلة حكماً بالإعدام.. حتى الآن والأمور تبدو طبيعية، قصة حب مثلها مثل غيرها لم تكتمل لسبب أو لآخر، لكن الأمر غير الطبيعي هو النهاية التي آلت إليها القصة.

لم تحتمل الفتاة فكرة الفراق والبعد عن حبيبها الذي اختاره قلبها، طلبت منه الزواج رغماً عن أسرته وتقديم طلب نقل من العمل إلى أي فرع من فروع الشركة في إحدى المحافظات الساحلية حتى يبتعدا عن أي ضغوط، لكن المفاجأة كانت في رفض حبيبها هذا المقترح، خصوصاً أن والده هدده بالحرمان من الميراث حال إصراره على إتمام هذه الزيجة رغماً عنه، لذا كان قراره النهائي الذي أبلغه لحبيبته بأن تظل علاقتهما معاً هي علاقة زمالة فقط لا أكثر ولا أقل.

بعد خطوبة «الخائن».. تهديد ووعيد

ساءت حالتها النفسية بشدة، كانت طوال الوقت شاردة، أهملت عملها، لاحظ الجميع التغير الملحوظ في تصرفاتها وسلوكها، تعودت على السهر حتى تنسى حبيبها، ظنت أنها بهذه الطريقة تستطيع الهرب من واقعها، لكنها كانت واهمة بشكل كبير، مرت أسابيع وشهور ومازال قلبها معلقاً بحبيبها لكن دون جدوى إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان.

فوجئت الفتاة في صباح أحد الأيام أن الجميع يقدم التهنئة لحبيبها السابق بمناسبة إعلان خطوبته، جن جنونها وهي تسمع هذا الكلام، لحظات عصيبة مرت عليها وكأن روحها تنسحب من بين ضلوعها. قامت بالاتصال هاتفياً بحبيبها السابق، كان يظن أن هذه المكالمة لتقديم التهنئة له، لكنه فوجئ بما لا يحمد عقباه، طلبت منه حبيبته السابقة فسخ هذه الخطوبة فوراً وعقد قرانه عليها وإلا سيحدث له ما لا يحمد عقباه، كان كلامها غريباً ومثيراً للانتباه، لهجتها العنيفة في الحوار كانت تضمن تهديداً ووعيداً، تعجب زميلها من هذا الكلام الغريب، حاول إقناعها أن كل ما كان بينهما مشروع خطوبة لم يكتمل وهذا الأمر يعود للقسمة والنصيب، أما الآن فلا يجمعهما سوى علاقة الزمالة فقط ولا شيء آخر.

الانتقام الأعمى

بالنسبة للفتاة الأمر كان يحمل منتهى الجدية، كان تهديدها واضحاً: إذا لم تتزوجني لن أسمح لك بالزواج بأي فتاة أخرى، هنا أدرك العريس أنه أمام فتاة مجنونة، تأكد أن حبيبته السابقة فقدت عقلها، لذا أغلق الهاتف في وجهها، ظناً منه أن الموضوع انتهى عند هذا الحد، لكنه كان واهماً، تبين أنها كانت تعني كل كلمة قالتها، كانت تعد عليه كل تحركاته وتصرفاته، كل خطوة قام بها كانت تحت المنظار، كانت تراقبه بدقة وتعد عليه أنفاسه، لعب الشيطان برأسها للانتقام من حبيبها السابق لأنها ترى في نفسها الأحق به.

هداها تفكيرها الشيطاني بعد تفكير عميق إلى تنفيذ حيلة جهنمية، حيث اتفقت مع أحد الأشقياء على إلقاء مادة «ماء النار» الخطيرة على وجه حبيبها السابق أثناء خروجه من العمل مقابل بضعة آلاف من الجنيهات. لحظات عصيبة مرت على الشاب المسكين بعدما تعرض للغدر والخيانة، تعالت صرخاته الممزوجة بالآلام والدموع، سقط على الأرض، تجمع حوله المارة، ونجحوا في مطاردة مُنفذ الجريمة وتمكنوا من الإمساك به واقتياده لقسم شرطة العاصمة، بينما تم نقل الشاب المسكين للمستشفى لمحاولة إنقاذه.

تحريض على القتل

بدأت المفاجآت، حيث اعترف المتهم منُفذ الجريمة أنه لا يعرف المجني عليه ولا تربطه به أي صلة لكنه نفذ تعليمات الفتاة المُحرضة على الواقعة.

لم تمر سوى بضع ساعات حتى تم القبض على الفتاة المُحرضة على الجريمة، وتحرير محضر لها تضمن كافة أقوالها، حيث وجهت لها جهات التحقيق عدة اتهامات منها التحريض على القتل والشروع فيه، وتشويه وجه المجني عليه، وتم إحالتها للنيابة العامة التي أمرت بحبسها 15 يوماً على ذمة التحقيقات الجارية معها ومع المتهم مرُتكب الواقعة، كما أمرت النيابة باستعجال تقرير الطب الشرعي لبيان حالة المجني عليه، وعرض الفتاة على الطب الشرعي للكشف عن قواها العقلية.

* القاهرة: كريم سليمان