6 يونيو 2023

العميد حموده بالسويدا العامري: دورنا التوعوي والأمني يعزز من متعة السفر للمغادرين والقادمين

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

العميد حموده بالسويدا العامري: دورنا التوعوي والأمني يعزز من متعة السفر للمغادرين والقادمين

يبقى مطار دبي من أهم القطاعات الخدمية التي حققت نجاحاً ملفتاً خلال سنوات قليلة، ليصبح ضمن مصاف المطارات العالمية لقدرته على توفير الخدمات والحفاظ على انسيابية سير العمل، والأهم من ذلك كله قدرة الجهاز الأمني في الحفاظ على استتباب الأمن رغم الزخم الكبير الذي يشهده خلال مواسم السفر.

"كل الأسرة" التقت العميد حموده بالسويدا العامري، مدير الإدارة العامة لأمن المطارات بالنيابة بشرطة دبي، لتتعرف إلى مجريات سير المنظومة الأمنية في المطار والتحديات التي يمكن أن تواجهها وقائمة المحظورات والاستثناءات في حقائب السفر وطرق وصولهم لأكبر شريحة من المجتمع وأهم القضايا الإنسانية التي تستوقف شرطة دبي وكيفية التعامل معها.

العميد حموده بالسويدا العامري: دورنا التوعوي والأمني يعزز من متعة السفر للمغادرين والقادمين

من بين 60 مشروعاً مشاركاً من إجمالي 8 دول عالمية حصلت الإدارة العامة لأمن المطارات بشرطة دبي على تصنيف 7 نجوم في الجائزة الدولية الثامنة لأفضل الممارسات، هذا النجاح يضعكم أمام تحدٍ أكبر؟

بما أننا كإدارة أمن مطارات دبي نتبع منظومة ذات كفاءة عالية وأهداف كبيرة متمثلة بالقيادة العامة لشرطة دبي، بكل تأكيد يجب أن يواكب عملنا خطط واستراتيجيات القيادة، وأن نكون دائماً في المراكز الأولى والعمل بشكل مستمر على تطوير الأنظمة، والبحث عن سبل لتقديم أفضل الخدمات الأمنية والتسهيلات لمستخدمي المطارات، وقد كانت شرطة دبي سباقة في استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في تأمين المنشآت وتقديم الخدمات، بتوجيهات ومتابعة حثيثة من قبل الفريق/ عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، فنحن اليوم نمتلك أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي في غرف عملياتنا كما أصبح المورد البشري أقل عدد وأكثر كفاءة.

العميد حموده بالسويدا العامري: دورنا التوعوي والأمني يعزز من متعة السفر للمغادرين والقادمين

ما هي قائمة المحظورات التي تفرضها إدارة أمن مطارات دبي لتأمين المطار وضمان الرحلات إلى وجهتها بسلام؟

اتباعنا لمقاييس الأمن الدولية جعلنا نحرز نتائج إيجابية ومتقدمة على مستوى العالم خلال تقييم منظمة الطيران الدولية «إيكاو»، فالإدارة العامة لأمن المطارات ووفق الأنظمة الدولية المعمول بها في جميع دول العالم، وضعت قائمة كبيرة بالمحظورات التي يمكن أن تشكل خطراً على أمن وسلامة المطارات منها الأسلحة وأجزاء الأسلحة بأنواعها، أو ما يشابهها من الأسلحة غير الحقيقية، والتي قد تشكل تهديداً على منظومة الطيران، يأتي من ضمنها أسلحة الصيد أو الأسلحة المستخدمة في المنافسات الرياضية، كالأدوات الحادة والغليظة أو غير الحادة لكن يمكن أن تحدث أذى عند استخدامها للضرب كمضارب البيسبول، والهراوات، والعصي وعصي رجال الشرطة، ومعدات فنون الدفاع عن النفس القتالية التي يمكن أن تستخدم في الاعتداء على الآخرين وتقييد حريتهم، بالإضافة إلى السوائل والأيروسولات والهلاميات يمنع حمل العبوات التي يزيد سعتها على 100 ملليتر في الحقائب المحمولة ويسمح فقط لعدد من العبوات التي لا تتعدى جميعها 1 لتر فقط، وأن تكون كل عبوة أقل من 100 ملليتر، على أن يتم الاحتفاظ بها داخل كيس بلاستيكي شفاف للتعرف إلى محتويات هذا الكيس، مع بعض الاستثناءات لبعض الأدوية المرفقة بوصفة طبية وطعام وحليب الأطفال بعد اتخاذ بعض الإجراءات، كما تعد أدوات العمال التي يمكن أن تلحق أذى أو تشكل تهديداً لأمن وسلامة الطائرة من المواد المحظور حملها على متن الطائرة بما في ذلك المثقاب الكهربائي والأدوات ذات النصل الذي يزيد طوله على 6 سم كالمناشير والبنادق والمسامير الكهربائية وهي أدوات خاصة بكوادر الصيانة، بالإضافة إلى الحبال والأسلاك الكهربائية وشرائط القياس المعدنية التي يمكن أن تستخدم في تقييد حرية المسافرين أو قائد الطائرة وموظفي الطيران، كما يمنع حمل بطاريات الليثيوم المعدنية والتي تستخدم في الهواتف المحمولة وتؤثر في سلامة المسافرين وحركة السفر، كما تشكل خطراً أمنياً على منشآت المطار لما قد تسببه من أذى، والمنصوص عليها ضمن لائحة محظورات اتحاد النقل الجوي الدولي «أياتا» واللوائح الوطنية والتعليمات الفنية الخاصة بالنقل الآمن للبضائع عن طريق الجو منها بطاريات الليثيوم الخاضعة لمقاييس ومواصفات محددة، والتي يفضل الاطلاع عليها من قبل المسافرين مع لائحة الممنوعات على الموقع الخاص بمطارات دبي أو بالتواصل مع مكاتب وشركات الطيران لمعرفة مواصفات البطاريات المحظورة وكمية المسموح منها سواء في حقيبة السفر المسجلة أو المحمولة داخل الطائرة.

العميد حموده بالسويدا العامري: دورنا التوعوي والأمني يعزز من متعة السفر للمغادرين والقادمين

كيف تتلمسون وعي المسافرين المغادرين في التعاون والالتزام بالتعليمات والقوانين الخاصة بالسفر، والمواد المحظورة؟

يقتضي عملنا كمنظومة أمنية متكاملة تقديم الخدمات والاستجابة السريعة لأي طارئ من خلال متابعة جميع نواحي المطار، ومراقبة حركة المسافرين ومستخدمي المطار من قبل غرفة العمليات عبر شبكة الكاميرات المنتشرة في جميع مباني مطارات دبي، للتواصل وتوجيه أفراد الأمن والدوريات الراجلة الخاضعة لمؤشر سرعة الاستجابة KPI، كما تمنح القيادة العامة لشرطة دبي والمتمثلة بالإدارة العامة لأمن المطارات، مسألة التوعية وتثقيف الجمهور أهمية ودوراً أكبر من خلال إرسال الرسائل التوعوية وإيصال المعلومات الخاصة بقوانين وأنظمة السفر وقائمة المحظورات قبل وصولهم المطار ليكون سفرهم عبارة عن رحلة ممتعة لهم.

ما هي أدواتكم التثقيفية التوعوية؟

عند كل «كاونتر» طيران يجد المسافر شاشة كبيرة بقائمة المواد المحظور حملها، كما يمكن التواصل مع مكاتب الحجز وشركات الطيران، لمعرفة المواد الممنوعة مكتوبة بجميع اللغات بالإضافة إلى المعلومات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا وحلقات البث المباشر من خلال شاشات التلفاز والصحف باللغة العربية والإنجليزية ليتمكن أكبر عدد من الأشخاص الاطلاع عليها.

كيف يتم التعامل مع المواد المصادرة، وهل هناك استثناءات؟

لا يمكن إغفال أهمية بعض الاستثناءات الخاصة لبعض المتعلقات الضرورية التي لا يمكن للمسافر الاستغناء عنها لكن وفق ضوابط خاصة كما ذكرنا أعلاه لبعض الأدوية وطعام وحليب الأطفال، أما ما يتم مصادرته من المواد الاستهلاكية القابلة للاستخدام يتم تسليمها للجمعيات الخيرية وفق مذكرات تفاهم خاصة ليتم الاستفادة منها.

العميد حموده بالسويدا العامري: دورنا التوعوي والأمني يعزز من متعة السفر للمغادرين والقادمين

المطار وجهة للكثير من الأشخاص، ما هي المواقف والأحداث التي تستوقفكم إنسانياً؟

تعمل الإدارة وفق توجيهات الحكومة والقيادة على تذليل الكثير من المصاعب ومراعاة بعض الجوانب الإنسانية شريطة ألا تؤثر في أمن وسلامة قطاع الطيران المدني، ومن بين المواقف التي تعاملت معها الإدارة، حالة تم نشرها في وسائل إعلام مختلفة لأسرة من الجنسية العربية كانت متجهة من الدولة التي تقطن بها إلى الهند لغرض العلاج مروراً بمطار دبي كمحطة «ترانزيت» وكان أحد أبناء هذه العائلة يعمل في الإمارات ولم تسنح له الفرصة ولظروف خاصة الالتقاء بوالدته لفترة تزيد على 20 عاماً، قمنا من ناحية إنسانية بجمع شمل هذه الأسرة رغم صعوبة الأمر من النواحي الأمنية التي تتطلب مرافقة شخصية وإجراءات استثنائية.

عادةً ما يحمل المسافر معه مواد غذائية وأكلات لها وقع خاص في نفسه، كيف يتم التعامل مع الأمر، وكيف تتلمسون القبول من الجمهور؟

تحرص الإدارة العامة لأمن المطارات على تأمين المسافرين ومباني المطار والحفاظ على انسيابية حركة المرور أمام المباني، وتعمل على خلق علاقة إيجابية مع عملائها من مستخدمي مطارات دبي، وذلك من خلال خدمات متميزة وراقية تعكس دورها في إسعاد المجتمع، أما ما يتعلق بالصحة والمواد الغذائية يكون خاضعاً لقوانين سلطة الجمارك وهي الجهة المعنية في التعامل وتحديد قائمة المواد الغذائية والنباتات المحظور دخولها، خاصة القادمة من دول معينة ممكن أن تكون ناقلة لبكتيريا وفيروسات معينة نشطة.

ما هو أبرز تحدٍ يواجه عملكم كجهة أمنية في التعامل مع المسافرين؟

يتطلب النمو السريع لحركة السفر عبر مطار دبي وضع الخطط بما يتناسب وهذا النمو، والحرص على تقديم خدمات متميزة لهذا العدد الكبير من المسافرين مع الحفاظ على الدقة والسرعة ليتمكن الجميع من اللحاق برحلاتهم، كما تقوم الإدارة في بذل جهود كبيرة في تنظيم حركة السير حول المطار لمواجهة الازدحام الذي تشهده طرق دبي خلال مواسم السفر والاستعانة بالمنظومة الداخلية لشرطة دبي في وضع خطط لتسهيل حركة المرور وضمان وصول المسافرين في الوقت المناسب، فقد بلغ عدد مستخدمي المطار عام 2022 بعد جائحة كورونا أكثر من 65 مليون مسافر مع قابلية الزيادة في الأعوام التالية، حيث يتم التعامل مع هذه التحديات على أنها فرص يمكن الاستفادة منها، من خلال عمليات التحسين والتطوير، والبحث عن أفضل التطبيقات والممارسات في مطارات عالمية أخرى، نحن نؤمن بأننا يجب أن نعلم ونتعلم ووصولنا للقمة صعب والأصعب المحافظة على البقاء فيها هو ما نسعى له.

* تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة