5 مايو 2020

نورة السركال… أول مصممة إماراتية تدمج بين جمال المجوهرات وجاذبية العطور

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

نورة السركال

تقدير دولة الإمارات وحفاوتها بها بعد أول تجربة فنية لها، منحاها الثقة للانطلاق في عالم الرسم وتصميم المجوهرات بل وصناعتها، فقد تمسكت المصممة الإماراتية نورة السركال بحلمها واستحقت استمرارية الدعم لموهبتها، لتنال مؤخراً جائزة أول نسخة من «منحة التصميم» لعام 2019، التي أطلقتها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وركزت هذا العام على التميز لدى مصممي المجوهرات الشباب، إذ تفوقت نورة بتصميمها «سحر العطر» الذي نال أصوات غالبية أعضاء لجنة التحكيم المكونة من ممثلين عن مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وبرنامج ليكول فان كليف آند أربيلز.

قبل الحديث عن رحلتك الفنية حديثنا عن فكرتك المبتكرة لـ«سحر العطر»؟
في البداية، أفضل وصف فنانة وليس مصممة مجوهرات فقط، فأنا أتعامل مع المجوهرات عبر فلسفة خاصة، فهي تعبر عن شخصية مرتديها، وترمز إلى معان مختلفة بحسب المعدن الذي نستخدمه في تصميمها. أما عن التصميم الفائز، فقد نجحت أن أكون أول مصممة تدمج بين جمال المجوهرات وجاذبية العطور العربية التقليدية، عبر مجموعة من القلائد والخواتم والأساور والأقراط التي تم تصنيعها يدوياً بالكامل ويدخل في تصميمها عبوات مقولبة من «الراتنج» مملوءة بخلطة دخون من صنعي مع ربطة من القماش. وقد ورثت عن والدتي وجدتي فن صناعة العطور وتركيب خلطاتها الخاصة لإهدائها للأهل والأقارب. وأنا أحب أن أصنع القطعة بنفسي، وأتعامل معها كقصة متكاملة لها أحداث وظروف خاصة، وتمكنت من إيجاد ميزة «الدخون»، التي لم يكن لها أي صلة بالمجوهرات.

نورة السركال

كيف تطورت موهبتك من الرسم إلى التصميم؟
بدأت باكتشاف موهبتي في مرحلة الطفولة عندما شاركت في مسابقة للرسم بمناسبة يوم الأم، وقد غمرني الجميع بالدعم والاهتمام، فحرصت على صقلها بالتدريب ورسم تصاميم للملابس، فقد كنت أحب لمس قطع القماش، وأرسم تصميم ما أريد ارتداءه بنفسي. واستمررت في اتباع شغفي حتى دخلت عالم تصميم المجوهرات في العام 2012، حين بعت أول قطعة عبر صفحتي على انستغرام، فقررت أن تكون رسالة الماجستير في صياغة المجوهرات والمعادن من الكلية الملكية للتصميم بلندن. حصلت خلال تلك الفترة على جوائز في مجال التصميم من بينها جائزة الاستدامة من سواروفسكي للاستدامة في عام 2018، كما شاركت في معرض أزياء دبي برلين إلى جوار مصممي مجوهرات إماراتيين، وفي عام 2014 تخرجت في برنامج منحة التميز من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون التي تقدمها المجموعة بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني.

نورة السركال

ما الخبرات التي اكتسبتها في الخارج؟
لقد تعلمت واكتسبت العديد من الخبرات من مدرسة ليكول لفنون المجوهرات *بباريس، خاصة تاريخ صناعة وصياغة المجوهرات، وكذلك توجهات الذوق العام تجاه المجوهرات خلال العصر الحالي، ومن أهم التجارب خلال ورش العمل والتي أود تطبيقها في الإمارات، هي تلك التي اجتمعنا فيها بمصممين ألمان، فتبادلنا الخبرات، وهذا الأمر يساعد على اكتشاف وصقل المواهب. وخلال زيارتي للمعارض الفنية العالمية، أدركت القيمة الفنية الخاصة بقطعة المجوهرات والتفاصيل المبتكرة لمبدعها، بغض النظر عن نوعية المواد المستخدمة فيها، وهذا ما أحرص على تكريسه من خلال عملي في عالم المجوهرات، خاصة أنني أعمل لإنتاج تشكيلة منوعة من المجوهرات من وحي تصميمي الفائز بالمنحة، والتي كان من المقرر عرضها قبل أزمة انتشار فيروس كورونا، في مهرجان أبوظبي 2020.

نورة السركال

كيف يمكن نقل خبراتك إلى الشباب الإماراتي؟
أفكر منذ بداية اهتمامي بالفن والتصميم في تقديم ورش عمل للشباب، أو بمركز يجمع أغلب المصممين الشباب والحرفيين في فضاء إبداعي مشترك، يهتم بتبادل الخبرات وطرح الأفكار المبتكرة ومحاولة تنفيذها بشكل يرقى بصناعة المجوهرات في الإمارات، ولكن مع الظروف الأخيرة وتعطل كافة قطاعات العمل بعد انتشار *فيروس كورونا، أرى أن الحياة ستتغير خاصة في مجال التعلم، وستزيد فرص التعلم الرقمي و انضمام العديد من الشباب إلى مجالات الفن والتصميم، إذ يمكن تقديم الورش من خلال الفيديوهات والاجتماع عبر «سكايب» أو برامج التواصل الأخرى، وهذا ما سوف أركز عليه في المرحلة المقبلة كي لا تتوقف حياتنا، وتتعطل مشاريعنا.

نورة السركال

 

مقالات ذات صلة